أجاهد لإنهاء هذا التلبس || I’m Trying to End This Possession - 2
رايوس.
رايوس فقط.
“دانا؟”
دفع رايوس كرسيه إلى الخلف ونهض.
“ماذا حدث فجأة؟”
في تلك اللحظة، اجتاحني شعور بالازدراء الذاتي، وأطلقت ضحكة جوفاء.
كم هذا مثير للسخرية! للحظة واحدة، شككت في رايوس.
ظننت أنه قد يكون متورطًا في أمر غير لائق في مكتبه!
“لا، رايوس، في الواقع…”
كنت على وشك الاعتراف بكل شيء.
“…”
تبددت كلماتي حينما لامس أنفي عبير خفيف.
كانت رائحة زهور الفريزيا… عبير عطر امرأة.
“بما أنكِ قد جئت لهنا، دعينا نتناول وجبة معًا”
قال رايوس بلهجة غير مبالية وهو يضع يده على كتفي.
“لقد جئتِ في وقت مناسب، كنت أشعر بالجوع”
نظرت إلى رايوس نظرة مطولة.
بصمت، بعمق، بهدوء.
“دانا؟”
ثم لاحظت… كان شعره الأسود مشعثًا.
الرجل الذي كان يهتم دائمًا بمظهره… لماذا؟
“دانا؟ لماذا تنظرين إليّ بهذه الطريقة؟”
عندما مدّ يده نحوي، ابتعدت بشكل لا إرادي، بحركة غريزية، رفضًا تلقائيًا بلا أي تفكير.
“دانا؟ ماذا هناك؟”
شعرت أن رقبتي تجمدت.
من أطراف أصابعي، ببطء، بشكل بطيء جدًا، شعرت وكأن جسدي يتجمد.
عندما ابتلعت ريقي، شعرت بإحساس غريب.
هناك شخص هنا.
ما زال في هذه الغرفة.
صاحب تلك الرائحة.
“دانا!”
بدون أي تفكير أو تقدير منطقي، بدأت أبحث بجنون في أرجاء الغرفة.
الأريكة، الطاولة الجانبية، الرفوف، و…
“دانا! ماذا تفعلين؟”
ثم المكتب.
“توقفي!”
عندما اقتربت من المكتب، اندفع رايوس نحوّي بسرعة.
“دانا، ماذا تفعلين بحق السماء! هل فقدتِ صوابكِ؟”
“اتركني.”
“اهدئي! فقط اهدئي و-!”
حاول أن يديرني بعيدًا، لكن كان الأوان قد فات.
لأنني رأيتها بالفعل.
تحت المكتب، كانت امرأة جالسة في وضعية الانحناء، ترتجف.
وعندما تلاقت أعيننا، تسللت ابتسامة ساخرة إلى وجهي.
“ماذا تفعلين هنا، أليس؟”
أليس ويندسور.
ابنة عمي.
“أختي دانا، أ-أرجوكِ…
هذا بسبب…”
في تلك اللحظة…
“تحركي”
دفع رايوس كتفي، فسقطت على الأرض، مشدوهة.
هل حقًا دفعني؟
رايوس دفعني حقًا؟
“انهضي، أليس”
“س-سموك.
لكن…”
“كفى، انهضي الآن،
في تلك اللحظة، فكرت.
آه، بالطبع.
لابد أن هذا كابوس.
وإلا لما كان هذا ممكنًا.
لا يمكن أن يدفعني رايوس ثم يساعد أليس في ترتيب شعرها أمامي… كيف يجرؤ على فعل هذا أمامي!
” عودي الآن الى المنزل، أليس،
“لكن أختي دانا…”
“سأهتم بالأمر.
فقط عودي الآن واعتني بنفسكِ”
صوت الباب وهو يغلق بعد مغادرة أليس أعادني إلى الواقع.
“اشرح لي، رايوس”
نهضت بصعوبة.
كانت ساقاي ترتجفان، لكنني تمكنت من الوقوف.
“اشرح لي هذا الوضع.
الآن-”
“لا تضغطي عليّ”
فجأة، قُطعت كلماتي.
“سأشرح لكِ دون الحاجة إلى تضغطي عليّ”
الآن… ماذا قال رايوس؟
تنهد رايوس بعمق، مرر يده في شعره الأسود الفوضوي.
“لماذا جئتِ دون أن تخبريني مسبقًا؟”
شعرت ببرودة تجتاح جسدي.
“لا بد أنني أخبرتكِ أنني مشغول”
كانت عيناه السوداوان اللتان تلاقتا مع عيناي مليئتين بحدة لا تصدق.
“أنا آسف جدًا لعدم إخبارك مسبقًا.
كنت أنوي أن أخبركِ بالأمر قريبًا”
هل كان ذلك بسبب هدوء صوته؟ لم أستطع أن أدرك الواقع.
لم يكن يبرر.
لم يكن في حالة ذعر.
بل كان يعترف بكل بساطة.
يخونني وكأنه أمر تافه، بكل برود.
آه. فجأة، اجتاحني ألم شديد لا يُحتمل.
باتت أنفاسي متقطعة، وبدأت ألهث باحثة عن الهواء.
“كيف تجرؤ على خيانتي مع أليس؟”
“هذه ليست خيانة”
قاطع رايوس حديثي بحزم.
“إنه الحب”
في تلك اللحظة، تلاشت كل الكلمات التي كنت أود التفوه بها.
“أنا أحب أليس بصدق”
كم بدا وجهي شاحبًا حينها؟
“بعد أن منعتني من العودة إلى عالمي بكل تلك الدموع، تخبرني الآن أنك تحب ابنة عمي؟ رايوس، أنت خطيبي أنا!”
“ليس لدي أي نية لإنهاء خطوبتنا”
قال رايوس بهدوء
“لكنني أيضًا أنوي الزواج من أليس”
“ماذا… تقول؟”
“أنتِ وأليس، أعتزم الزواج بكما معًا.
إن الأمر شائع أن تشارك الأختان من أبناء العمومة الزوج نفسه”
رن صوت الصفعة في الغرفة، ووجهه انحرف جانبًا.
“رايوس جيرانز”
اهتز صوتي، وارتجفت يداي.
“أنت مجنون! هل تدرك أن ما تقوله غير منطقي؟”
التفت إلي ببطء، ورأسه منحرف قليلاً.
“…هل تجرأتِ؟”
العيون التي نظرت إليّ كانت تمتلئ بالغضب.
“هل تظنين أن لديك الحق لرفع يدكِ في وجه ولي العهد؟”
فجأة، أمسك بذقني بقوة ورفع رأسي بنظرة احتقار واستعلاء.
“أنتِ مستحوذة على جسد شخص آخر، ومع ذلك تتصرفين بهذه الكبرياء؟”
في تلك اللحظة، توقفت أنفاسي.
“الطريقة التي تمت معاملتكِ بها بلطف جعلتكِ تتصرفين بغرور، وارتفع ذلك الكبرياء إلى رأسكِ”
“وأنتِ بكل هذا الغرور، ما زلتِ تأملين ألا تتغير مشاعري تجاهكِ؟”
“لا تلوميني.
غروركِ هو ما دفعني لتغيير قلبي”
وفي اللحظة التالية، سمعت صوتًا مدويًا، كأن العالم كله تهشم.
دخل ابن عمي، رومي، إلى الغرفة.
نظر إلى وجهي المتحطم، وفغر فاه دهشة.
“دانا، لماذا تبكين؟ ماذا حدث؟”
قبل أن أتمكن من النطق بكلمة، احتضنني رومي بلطف.
ربت على ظهري في محاولة لتهدئتي.
“ماذا حدث؟ لماذا الدموع؟”
آه، أخيرًا، شخص يقف بجانبي.
رؤية رومي جعلت الحزن يغمرني.
“أخي رومي… رايوس…”
“نعم؟”
“رايوس… خانني مع أليس.”
في تلك اللحظة، تصلبت يده للحظات، ثم تنهد.
“خيانة؟ حقًا؟”
أمسك كتفي بإحكام.
“كيف يمكنكِ الحديث بهذا الشكل السخيف؟”
ثم دفعني قليلاً.
“هما فقط يحبان بعضهما”
…ماذا؟
“لكن أن تصفي الحب بالخيانة، أليس هذا نوع من الابتذال؟”
رفعت رأسي ببطء شديد.
وجهه البريء كالخزف، شعره الفضي المتألق، عيناه اللامعتان كالياقوت.
إنه رومي، لكن…
“في هذا العالم، هذا أمر طبيعي.
أنتِ أيضًا جزء من هذا العالم، عليكِ التأقلم”
لكن لماذا يتحدث وكأنه شخص آخر؟
“كيف يمكنك أن تقول هذا؟”
جاء صوتي مشروخًا.
“أخي رومي، لقد رأيت بعينيك، عندما كنت سأغادر إلى عالمي، كان رايوس يقسم لي ويبكيني.
ولكن الآن-!”
“أوه، دانا.
عليكِ أن تتعلمي حدودكِ”
ضحك رومي ضحكة خفيفة، وكأنني أزعجه.
“شعوركِ بالاستحقاق يجعل الأمور صعبة”
“…”
“هذه مسألة مختلفة تمامًا.
هل قام أحد بمنعكِ من الرحيل؟”
“…”
“وجود زوجات متعددات أمر معتاد في هذا العالم”
مرر يده بلطف على شعري.
كانت لمسته ناعمة للغاية، لكن في تلك اللحظة، بدت لي غريبة ومخيفة.
“والآن، لا يمكنكِ حتى العودة إلى عالمكِ”
“…”
”
ماذا ستفعلين؟ ليس لديكِ خيار سوى التكيف مع هذا الوضع”
ابتسم ابتسامة ناعمة كما يفعل عادة، ثم مشى بعيدًا بخطوات هادئة وثابتة.
راقبته برعب وذهول.
هل هذا هو رومي؟ الشخص الذي كان دائمًا إلى جانبي؟ هل هذا هو رومي اللطيف الذي أعرفه؟
تمتمت دون وعي:
“الأمر ليس كذلك”
البوابة الزمنية تفتح كل مئة عام، لكن هذا فقط في حالتها الطبيعية…
يمكن فتح البوابة الزمنية مرة أخرى بجهد بشري.
وأنا أعرف طريقة فتحها.