أتيت إلى هُنا لمُقابلة خطيب والدتي - 5
“هل جُنِنتَ؟”
كان صاحبُ الصوتِ الذي نطقَ بتلكَ الكلماتِ الوقِحةِ هو قائدُ الفرسانِ، سولون، الذي كان يقفُ إلى جانبِ آردين.
كان جبلُ تايتير في مرمى بصرِهِمَا.
وبمجردِ القضاءِ على الوحوشِ هناك، ستنتهي المهمةُ التي كلفهم بها الإمبراطورُ.
كان إقليمُ كريسميل يحتوي على العديدِ من الأراضي الجبليةِ القاحلةِ، ما جعلَ سكانَ الإقطاعيةِ بحاجةٍ إلى دعمِ سيدهِم للبقاءِ على قيدِ الحياةِ.
وقوةُ سيدهِم كانت مرتبطةً ارتباطًا وثيقًا بميزانيةِ الإقطاعيةِ.
جزءٌ كبيرٌ من تلكَ الميزانيةِ كان يأتي من الإمبراطورِ تحت ذريعةِ محاربةِ الوحوشِ، إضافةً إلى الأحجارِ السحريةِ التي يتمُّ استخراجُها بعدَ قتلِ تلكَ الوحوشِ.
لم يكن من الممكنِ لسيدهِم أن يجهلَ هذهَ الحقيقةَ.
وكان أيضًا على علمٍ بأنَّ المنطقةَ قد شهدت شتاءً قاسيًا في العامِ الماضي، مما استدعى مبالغَ ضخمةً لإعادةِ بناءِ الإقطاعيةِ.
“سيدي.”
كان من المتوقعِ أن يتلقى سولون توبيخًا على وقاحتهِ، لكنَّ سيده بقي هادئًا.
بينما كان سولون يراقبُ تغيرَ تعابيرِ سيدهِ بعنايةٍ، تجرأ على مناداتهِ.
كان آردين رجلًا وسيمًا لدرجةٍ أنه يجذبُ الأنظارَ أينما ذهبَ، لكنَّ تعابيرَه الخاليةَ من المشاعرِ كانت موجهةً نحوَ الرسالةِ التي كان ممسكًا بها.
هل كانت رسالة غير عادية، لم يستطعْ سولون أن يقرأَ شيئًا من تعبيرِ سيدهِ، سواء كانت الأخبارُ التي تحملها سارةً أم محبطةً.
“ألغِ المهمةَ التي كلفتُ بها يونيس. وأخبره بالعودةِ.”
“ماذا…؟”
فتحَ سولون فمه بدهشةٍ، كما لو أنه أصيبَ بالصدمةِ.
لم يسأل عن سببِ عودتهِ، ولكنَّ أوامرَ سيدهِ المفاجئةَ أصبحت أكثرَ غرابةً.
كان يونيس بارفيس هو الوحيدُ الذي تمَّ تكليفهُ من قبلِ السيد بمهمةٍ تتعلقُ بالبحثِ عن السيدةِ إيسيل بمفردهِ.
كان من الواضحِ أنَّ سيده لم يتخلَّ عن السيدةِ إيسيل طالما أنَّ يونيس لا يزالُ يبحثُ عنها.
لم يكن هذا معروفًا فقط لسولون، بل لجميعِ فرسانِ إيجيس.
كان يونيس نائبَ القائدِ.
مرت عشرُ سنواتٍ تقريبًا، فهل بدأ سيدهم يشعرُ بالتعبِ؟ كلما تمسكَ الإنسانُ بالأملِ، كلما بدأَ ذلك الأملُ يتلاشى ويشعرُ وكأنَّ كلَّ شيءٍ من حولهِ خارجٌ عن سيطرتهِ وكأنهُ سيغرقُ عميقًا باليأسِ.
في الحقيقةِ، كان سولون يرغبُ في أن يحثَّ سيده بالتخلي عن البحثِ عنها.
كان يريدُ أن يطلبَ منه أن ينسى السيدةَ إيسيل.
إذا لم يتمكنوا من العثورِ عليها طوالَ تلكَ السنينِ، فربما قد فارقت الحياةَ.
لكنَّ سولون لم يستطعْ أن يلفظَ تلكَ الكلماتِ أمامَ سيدهِ.
لأنه، مثل سيدهِ، كان يتمنى من أعماقِ قلبهِ أن تكونَ السيدةُ على قيدِ الحياةِ.
ومع ذلك، كانت الأوامرُ التي صدرت الآن تشيرُ إلى استسلامٍ تامٍّ.
كان يريدُ أن يسألَ عما يدورُ في رأسهِ، ولكن بما أنَّ الأمرَ يتعلقُ بالسيدةِ، لم يستطعْ أن يتفوهَ بكلمةٍ.
نظرَ سولون إلى سيدهِ الذي بدا غارقًا في أفكارهِ، وكان يتمنى أن يتبعَ ذلك حديثٌ آخرُ.
“لا. سأعودُ بمفردي. من الآن فصاعدًا، ستكونُ أنت القائدَ. عليكَ أن تنجزَ أمرَ الإمبراطورِ.”
لم يكن طلبُه مستحيلًا، لكنَّ سولون عجز عن الردِّ على الفورِ.
على مدارِ تسعِ سنواتٍ، كانت المراتُ التي غادرَ فيها سيدُهم ساحةَ المعركةِ تُعدُّ على أصابعِ اليدِ، وكلُّها كانت تتعلقُ بالسيدةِ.
لا يمكنُ أن يكونَ ذلك صحيحًا.
اتسعتْ عينا سولون الزرقاوان بدهشةٍ.
“إيسيل عادت.”
بدتْ كلماتُ آردين وكأنها تؤكدُ ذلك، حيث أصدرَ الطائرُ الجاثمُ على ذراعهِ، سيل، صوتًا حادًا.
***
في اليومِ التاليِ لوصولهِما إلى قصرِ الأرشيدوقِ، انتقلت لوسي وإيسيل إلى الجناحِ الجانبيِّ.
كان من المفترضِ أن ينتقلا بعدَ العشاءِ في اليومِ السابقِ، لكن لوسي كانت منهكةً لدرجةٍ أنها غفت أثناءَ تناولِ الطعامِ.
بعدَ رحلتِها لعبورِ الجبالِ لعدةِ أيامٍ، ووصولِها أخيرًا، يبدو أن هذا قد منحها شعورًا بالراحةِ.
استفاقت لوسي لتجدَ نفسها في مكانٍ غريبٍ، لكنَّ الخدمَ كانوا حاضرين لمساعدتها في الاستحمامِ وارتداءِ ملابسِها.
كانت هذهِ هي المرةَ الأولى التي تحصلُ فيها على مساعدةٍ منذ أن كانت في السادسةِ من عمرها، عندما كانت والدتها هي من تعتني بها.
كان الأمرُ غريبًا بعض الشيءِ، لكنَّ المظهرَ المرتبَ الذي رأته في المرآةِ جعلها تبتسم.
قالوا إنَّ والدتها قد تمَّ نقلها بالفعلِ إلى الجناحِ الجانبيِّ.
كما تمَّ ترتيبُ كافةِ الأمتعةِ التي كانت في العربةِ.
حاولت لوسي شكرَ من ساعدوها في هذا الأمرِ، لكنَّ إيميت قال إنه لا داعي لذلك وأخذها إلى غرفتها الخاصةِ.
“يمكنني مشاركةُ الغرفةِ مع والدتي.”
تجولت لوسي في الغرفةِ المخصصةِ لها، ثم نظرت إلى إيميت.
لم تكن بحاجةٍ إلى غرفةٍ فاخرةٍ وواسعةٍ.
كانت الغرفةَ التي خصصها لها إيميت كبيرةً مثل المنزلِ الذي كانت تعيشُ فيه مع والدتها في الجبالِ.
سواء كانت تلك الغرفة هكذا مسبقًا أم تمَّ تجديدها، كان السريرُ مزينًا بملاءاتٍ ورديةٍ اللونِ، وكانت هناك ستارةٌ خفيفةٌ معلقةٌ فوقه.
كان الأثاثُ، مثل الأريكةِ والمكتبِ، صغيرًا ومناسبًا لحجمها.
ومن النافذةِ كانت أشعةُ الشمسِ تتسللُ، وتحرك الرياحُ الستائرَ المطرزةَ بلطفٍ.
كان كل شيءٍ أكثرَ من اللازمِ.
لقد وصلت إلى قصرِ الأرشيدوقِ الآن، وبالتالي أصبحت مديونةً له بسبب تغطيته تكاليفَ علاجِ والدتها.
وكان الطبيبُ يعتني بوالدتها بعنايةٍ.
لم ترغب لوسي بأن تزدادَ ديونها أكثر.
“لكن هذهِ هي الغرفةُ التي ستقيمين فيها، آنستي. عليكِ البقاءُ هنا حتى يأتي السيد.”
“أنا لستُ آنستك.”
أجابت لوسي بتذمرٍ على اللقبِ الغريبِ الذي أطلقهُ إيميت.
رغمَ أنها أخبرتهُ سابقًا أنها لا تودُّ أن تُنادى بهذا اللقبِ، إلا أن إيميت ابتسم ابتسامةً غامضةً وأصرَّ على مناداتها بـ “آنسة”.
“بالطبعِ يمكنكِ البقاءُ في نفسِ الغرفةِ مع السيدةِ إيسيل، لكن يجبُ أن تعرفي أن هذه الغرفة مخصصةٌ فقط لكِ، آنسة لوسي.”
كما لو كان يعلمُ أنها تشعرُ بالحرجِ، أضافَ إيميت بنبرةٍ هادئةٍ:
“وأيضًا، ستكونُ ميلودي مسؤولةً عن العنايةِ بكِ وبالسيدةِ إيسيل. إذا كنتِ بحاجةٍ إلى أيِّ شيءٍ، يمكنكِ إخباري أو إخبار هذهِ الخادمة.”
بينما كان إيميت يشرحُ، اقتربت ميلودي من البابِ وقامت بتحيةِ لوسي.
“أنا ميلودي. إذا كنتِ بحاجةٍ إلى شيءٍ، فلا تترددي في إخباري في أيِّ وقتٍ.”
“ميلودي…”
تمتمت لوسي باسمها، ثم ابتسمت لها ابتسامةً مشرقةً.
لقد تغيرَ وجهُها قليلًا مع مرورِ الوقتِ، في ذاكرةِ والدتها، كانت ميلودي تبدو كطفلةٍ صغيرةٍ، أما الآن فقد أصبحت أكثرَ نضجًا وكفاءةً.
كانت ميلودي واحدةً من الخدمِ القلائل الذين كانوا طيبين مع والدتها.
كان عمرها حينها حوالي أربعةَ عشرَ عامًا.
من الطبيعيِّ أن لوسي لم تتعرف عليها على الفورِ، لكنَّ عندما رأت ميلودي ما زالت هنا في هذا المكانِ، شعرت بفرحٍ شديدٍ وتقدمت نحوها بحماسٍ.
“أنا ممتنةٌ لكِ.”
فتحت لوسي ذراعيها واحتضنت ميلودي.
تفاجأت ميلودي، وراقبت إيميت بنظرةٍ حائرةٍ. هو أيضًا بدا متفاجئًا، فرفع نظارته التي كانت على وشك السقوط.
ترددت ميلودي لحظةً، ثم ردت التحيةَ واحتضنت لوسي.
بدت لها لوسي هزيلةً جدًا وأقلَّ حجمًا مما ينبغي أن تكون عليه في مثلِ سنها.
هل كان هناك آخرون قد اعتنوا بها أثناءَ الفترةِ التي كانت فيها السيدةُ مريضة؟ لم يتحدث رئيسُ الخدمِ عن تلك التفاصيلِ، لكنَّ ميلودي شعرت بمسؤوليةٍ كبيرةٍ تجاه لوسي.
قرَّرت ميلودي أن تُطعمَ وتعتني بهذه الطفلةِ، وتسعى لجعلها قويةً على الأقل مثلَ أقرانِها، حتى تبتهجَ إيسيل عندما تفتحُ عينيها.
“أريدُ الذهابَ إلى والدتي.”
بعدَ العناقِ، الذي بدا غريبًا بعض الشيء بالنسبة لميلودي، طلبت من إيميت أن يرافقها لغرفةِ والدتها.
كان من المفترضِ أن يُعرّفها إيميت على مختلفِ أرجاءِ الجناحِ ويُظهر لها الحديقةَ الجميلةَ، لكنها أمسكت بيده وبدأت تتجه نحو الغرفةِ المجاورةِ.
“واااه.”
كان ضوءُ الشمسِ يغطي أرجاءَ الغرفةِ، وكان مجردَ النظرِ إليها يبعثُ في النفسِ شعورًا دافئًا.
كان شعورُ الامتنانِ يغمر لوسي لوضعهم والدتها في غرفةٍ جيدةٍ.
تركت لوسي يدَ إيميت وتقدمت بسرعةً نحو والدتها.
لم يتم تحضير دواء للمرضِ بعد.
كان من الصعبِ إعداد دواء مرضِ وافورد والمراهم في وقتٍ قصيرٍ، لأن تحضير نبتةِ زهرةِ الفراشةِ كان يستغرق وقتًا.
لكنَّ الطبيبَ جلب لها مرهمًا يحتوي على خصائصِ مهدئةٍ، ونصحها بوضعه بين الحين والآخرِ.
لذا قرَّرت لوسي أن تتولى العنايةَ بذلك بدلًا من الخادماتِ.
مرَّ يومان فقط منذ أن وصلت إلى قصرِ الأرشيدوق، ومع ذلك كانت هذه الأيام بمثابة نعمةٍ عظيمةٍ لها.
سابقًا عندما كانت والدتها نائمةً، كانت هناك أوقاتٌ تشعر فيها بألمٍ في جبينها بسبب مرضِ الوافورد، وكان ذلك يشعرُ لوسي بالعجزِ.
لكنَّ الآن، شعرت لوسي بالطمأنينةِ.
“أمي، هل تشعرين بالراحة؟”
سألت لوسي وهي تضع المرهم على ذراعِ والدتها.
كانت تعرفُ أن الجوابَ سيكونُ صمتًا طويلًا، لكنَّ لوسي قالت ذلك بدافعِ العادةِ، وكان لديها إيمانٌ بأن والدتها تستمعُ إليها.
عندما وضعت المرهم بعنايةٍ، شعرت أن احمرارَ بشرةِ والدتها بدأ يتلاشى تدريجيًا.
“أمي، ستتحسنين قريبًا. هنا لدينا مياهٌ مقدسةٌ، وسيتم تحضير الأدويةِ قريبًا. فقط تحملي قليلًا.”
كانت كلماتُ الطفلةِ، التي كانت تهدئُ والدتها كنسيمِ الربيعِ، دافئةً وحنونةً.
أمضى إيميت الوقتَ وهو يراقب المشهدَ بمودةٍ.
كانت محبةُ لوسي لوالدتها مليئةً بالعاطفةِ، ولكنه شعر بالفضولِ حول كيفيةِ مرور تلك السنواتِ على لوسي ووالدتها، وكان هناك العديد من الأسئلةِ التي كان يريدُ طرحها.
كان من المغريِّ أن يوقفَ الطفلةَ ويسألها، لكنه لم يجرؤ على مقاطعةِ ما كانت تفعله.
“آه، كنتِ هنا.”
دخلَ الطبيبُ ديرموت إلى الغرفةِ مبتسمًا لرؤيتهِ لوسي.
توقفت لوسي عن وضعِ المرهم ووجهت رأسها إليه.
بدا أنه كان يبحثُ عنها وليس عن إيميت.
“طلابنا يعملون على تحضيرِ زهرةِ الفراشةِ بما أنه مكونٌ مهمٌ، العديد من الأطباء يعملون عليه، لكننا نتوقعُ أن يستغرقَ الأمر يومين على الأقل.”
أومأت لوسي برأسها بعد سماعِ شرحِ الطبيبِ.
كما قالت سيلف، إذا لم يكن لديهم الخبرةُ الكافية، كان سيستغرقُ الأمر أسبوعًا على الأقل.
لحسنِ الحظِّ، كان الأطباء في قصرِ الأرشيدوق موثوقين.
“هل تعلمين منذ متى أصيبت السيدةُ بالمرضِ النوم؟”
سأل ديرموت بحذرٍ وهو يراقبُ لوسي.
بالنظرِ إلى الأعراضِ، فإن حالتها لم تكن جيدةً منذ مدةٍ طويلةٍ.
لقد وصلوا إلى قصرِ الأرشيدوق أمسِ، لكنَّ والدتها لم تستفق بعدُ.
وكان من الواضحِ أنها أصيبت بالمرضِ منذ ثلاثِ سنواتٍ على الأقلِّ.
كان مرضُ النومِ أمرًا صعبًا حتى على الأطباءِ التعاملِ معه.
كان كلُّ ما يمكنُ فعله هو إبقاء حجرٍ سحريٍّ بجانبِ المريضِ وإعطاء الحقنِ المغذيةِ من وقتٍ لآخر.
كيف كانت لوسي تعيشُ مع والدتها المصابة بمرضِ النومِ؟ كطبيبٍ، كان ديرموت قلقًا وكان يرغبُ في معرفةِ التفاصيلِ.
لكن، كأبٍ أيضًا، شعر بحزنٍ عميقٍ لما قد مرت به هذه الطفلةِ.
ومع ذلك، قرَّر ديرموت أن يكتفي بأسئلته الطبيةِ فقط، واحتفظ بفضولهِ جانبًا.
“لقد مرت سنةٌ ونصفٌ منذ أن غطت أمي في نومٍ عميقٍ.”
“… ماذا؟”
“مرضُ النومِ ليس أمرًا مهمًا. رجاءً، ركزوا على مرضِ الوافورد فقط.”
كان الطلبُ الذي أصدرتهُ لوسي، التي كانت في سنِّ الثامنةِ، واضحًا تمامًا.
أدى ذلك إلى إرباكِ ديرموت وجعله عاجزًا عن الردِّ.
هل هي لا تعرف أن مرضَ النومِ لا يُشفى؟ أم أنها تعرف تمامًا أن المرضَ ليس مهمًا بالنسبة لها لأنها على درايةٍ به أكثر من غيرها؟
في كلتا الحالتين، كان ديرموت في موقفٍ محرجٍ.
كان عليه أن يخبرَ الطفلةَ أن والدتها ستموت في النهايةِ، لكنه شعر بالحيرةِ.
هل تعرف الطفلةُ علاجًا لهذا المرضِ؟
توقف ديرموت عن التفكير قليلًا ثم قال:
“سأركز أولًا على علاجِ مرضِ الوافورد. نحن نجهز العلاج الآن.”
“نعم، من فضلكم، اعملوا على ذلك.”
ابتسمت لوسي بابتسامةٍ مشرقةٍ وكأنها تلقت الجواب الذي كانت تأمل فيه، فابتسم ديرموت لها بابتسامةٍ محرجةٍ.
كان هناك شخصٌ يراقب المحادثة في غرفةِ إيسيل بانتباهٍ.
وعندما أدرك أن الوقت قد حان، تحرك بحذرٍ دون أن يُصدرَ أيَّ صوتٍ، وخرجَ بسرعةٍ.